3.1.3 تقنيات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب للتحري والفرز

screening 3.1

أُدخِلت حُزم برمجيات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب، بهدف أتمتة تفسير الصور الرقمية للصدر بالأشعة السينية، للتعرف على الشذوذات الرئوية المرتبطة بمرض السل. وتحلل منتجاتُ الاكتشاف بمساعدة الحاسوب الصورَ الرقمية للصدر بالأشعة السينية، وتُنتِج درجة رقمية مستمرة تتوافق مع احتمال متزايد للإصابة بالسل، كلما زادت الدرجة.وتجدر الإشارة إلى أن الدرجات عادةً ما تكون بين 0 و1 أو 1 و100، ولكنها ليست نِسبًا مئوية، ولا ينبغي تفسيرها على أنها تعكس خطر الإصابة بالسل مباشرةً.

ويمكن أن يذلل الاكتشاف بمساعدة الحاسوب صعوبات عديدة تظهر في التفسير البشري لتصوير الصدر بالأشعة السينية. وتشمل هذه الصعوبات نقص أو ندرة العاملين الصحيين المدرَّبين لتفسير الصور الإشعاعية لأغراض تحري السل، والتباين في قراءة الاكتشاف الصحيح للشذوذات المرتبطة بالسل بين قُراء مختلفين أو في قراءة الموظف نفسه. ومن ثم، يمكن أن يتيح برنامجُ الاكتشاف بمساعدة الحاسوب توسيع نطاق إجراء تحري السل بصورة كبيرة، وزيادة إتاحة التحري باستخدام تصوير الصدر بالأشعة السينية. وترتبط الدرجة الناتجة عن برنامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب عند قراءة فيلم للصدر فقط باحتمال الإصابة بالسل. وفي المقابل، يمكن للقارئ البشري أن يحدد أمراضًا متعددة في آنٍ واحد عند تفسير صورة الصدر بالأشعة السينية.

وقد خضع أداء ثلاثة برامج للاكتشاف بمساعدة الحاسوب، التي كانت جميعها متاحة في السوق بحلول كانون الثاني/ يناير 2020 وحصلت على علامة الجودة الأوروبية،  للتقييم في سياق تحديث المبادئ التوجيهية لتحري السل. وقُيِّم أداء فئة البرمجيات في تقييمات خارجية متعددة، في ضوء مكتبة من الصور الإشعاعية الرقمية والبيانات السريرية المرتبطة بها، بصورة مستقلة عن دراسات التحقق التي أجرتها شركات تصنيع المنتجات نفسها. وأشارت هذه التقييمات إلى أن برامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب دقيقة، ويتوافق أداؤها جيدًا مع التفسير البشري لصور الصدر بالأشعة السينية لاكتشاف داء السل الرئوي.

وتنطبق التوصية باستخدام برامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب بدلًا من القراء البشريين لتفسير صور الصدر الرقمية بالأشعة السينية في التحري عن داء السل وفرز المصابين به، على العلامات التجارية للبرمجيات التي وجد التقييم الخارجي أن أداءها لا يقل عن أداء المنتجات التي استعرضها فريق إعداد المبادئ التوجيهية في عام 2020. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذه التوصية تقتصر على البالغين والمراهقين الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فأكثر، ولا تنطبق إلا على تفسير الصور الأمامية-الخلفية أو الخلفية-الأمامية للتصوير العادي الرقمي للصدر من أجل اكتشاف السل الرئوي.

وإذا كان أحد البرامج يتضمن استخدام الاكتشاف بمساعدة الحاسوب في التفسير الآلي لصور الصدر بالأشعة السينية في إطار التحري أو الفرز، فمن الضروري إجراء المعايرة لتحديد العتبة الدنيا المناسِبة لأي سياق وبرنامج، وفقًا لطيف نتائج التصوير الإشعاعي لدى أفراد الفئة السكانية المستهدفة المصابين بمرض السل وغير المصابين به. ويصف القسم 4 مجموعة أدوات لتنفيذ تكنولوجيا الاكتشاف بمساعدة الحاسوب ومعايرتها لغرضَي التحري والفرز، ويشمل ذلك بروتوكولًا وإرشادات لإجراء دراسة لمعايرة برامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب، وأداة إلكترونية لتسهيل تحليل البيانات، وحساب منحنيات خصائص تشغيل المُستقبِل (ROC)، ودقة العتبات المختلفة وتفسير النتائج.

اعتبارات تطبيق تكنولوجيا الاكتشاف بمساعدة الحاسوب للتحري أو الفرز

  • سيتطلب تنفيذ الاكتشاف بمساعدة الحاسوب دراسة شاملة لمتطلبات البنية التحتية، بما في ذلك معدات التصوير الإشعاعي الرقمي، والكهرباء، وتوافر الحواسيب، والوصول إلى الإنترنت، ورسوم الاستخدام، وتكلفة ترخيص برامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب. وستعتمد الموارد المطلوبة والفعالية لقاء التكاليف على السياق، بما في ذلك توافُر القُراء من البشر في الوقت الحالي ورواتبهم.
  • وعلى الرغم من أن تقنيات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب يمكن أن تخفف العبء على القراء من البشر، فإن الحفاظ على قدرات القُرَّاء البشريين فيما يتعلق بالتصوير الإشعاعي لداء السل أمر ضروري، مثلًا بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، ولا يُوصى حاليًّا باستخدام الاكتشاف بمساعدة الحاسوب معهم، أو تفسير الصور الشاذة عند الاشتباه بمرض آخر بخلاف السل.
     
  • عتبات درجة الشذوذ التي يوصي بها المُصنِّع، حال توافرها، لا تعمل بطريقة موحَّدة في سياقات مختلفة. وقد يختلف المستخدمون أيضًا في تفضيلاتهم لزيادة الحساسية أو الخصوصية، تبعًا لظروفهم أو أهدافهم من التحري (مثل الرغبة في زيادة اكتشاف الحالات بدلًا من تقليل نتائج اختبار التحري الإيجابية الكاذبة). ومن ثم، ينبغي معايرة برنامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب لكل سياق أو فئة سكانية يُستخدم فيها البرنامج لإجراء التحري.
     
  • وبعد المعايرة الأولية، ينبغي أن يستمر رصد أداء البرنامج وتحليله. وقد يشمل ذلك تقييم الاتساق مع تفسير القارئ البشري، ونسبة الصور التي تُقرأ على أنها شاذة وتتطلب المزيد من الاستقصاء، ونسبة المرضى الذين تُقرأ صورهم على أنها شاذة وتأكدت إصابتهم بالسل عن طريق الفحص البكتريولوجي.

Book navigation