8.1.7 متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية

متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية (IRIS)، المعروفة أيضًا باسم التفاعل المتناقض، هي تدهور سريري مؤقت قد يحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى (عادة خلال الشهر الأول) من بدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية. ومع بدء الجهاز المناعي في التعافي بعد بدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، يزداد تعداد خلايا عنقود التمايز 4 (CD4)، ويُكبَت الحمل الفيروسي. ويمكن أن يؤدي استنشاء (إعادة بناء) المناعة الخلوية استجابةً لمستضدات المتفطرات إلى تفاعل التهابي مع مستضدات السل في المواضع المصابة بداء السل. ويتسبَّب ذلك إما في تدهور العدوى المُعالَجة، وإما في ظهور جديد لعدوى دون سريرية سابقة
(6، 184، 185).

وتشمل عوامل الخطر المرتبطة بمتلازمة استنشاء المناعة الالتهابية انخفاض تعداد خلايا عنقود التمايز
4 (CD4) عند بداية العلاج، والسل الواسع النطاق أو المنتشر، والبدء المبكر في العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، والاستجابات المناعية والفيروسية السريعة لمضادات الفيروسات القهقرية. وتُعد متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المرتبطة بالسل أو المرتبطة بالتطعيم بلقاح عُصية كالميت غيران سببًا في المراضة الشديدة، ولكنها لا ترتبط بزيادة خطر الوفاة.

وعلى الرغم من شيوع الإبلاغ عن متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المرتبطة بالتطعيم بلقاح عُصية كالميت غيران في الأطفال (186)، فلا يوجد توثيق جيد لمتلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المرتبطة بالسل المتناقضة والكاشفة للإصابة بالسل في حالة الأطفال كما هو الحال في البالغين. ويُعزى ذلك كثيرًا إلى الصعوبات في تشخيص السل لدى الأطفال المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري. ولذلك، غالبًا ما تكون متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المرتبطة بالسل تشخيصًا لاستبعاد الإصابة في الأطفال.

ويوجد عرَضَان رئيسيان لمتلازمة استنشاء المناعة الالتهابية:

  • تفاقم الإصابة المعروفة بالسل في طفل أو مراهق متعايش مع فيروس العوز المناعي البشري يتلقى علاج السل، ويبدأ العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المتناقضة المرتبطة بالسل).
  • تطور داء السل في طفل أو مراهق متعايش مع فيروس العوز المناعي البشري يبدأ العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية الكاشفة للإصابة بالسل).

وعند الاشتباه في متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المتناقضة المرتبطة بالسل في طفل أو مراهق، فمن المهم تقييم الالتزام بالعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية وعلاج السل، والاستعلام عن التعرُّض للسل المقاوِم للأدوية المتعددة، والحصول على العينات المناسبة لإجراء مقايسة XPERT MTB/RIF أو مقايسة
Xpert Ultra، واستبعاد التشخيصات البديلة (مثل العدوى الجرثومية الحادة، والتفاعلات الدوائية، وأشكال العدوى الانتهازية الأخرى، والأورام الخبيثة).

وينبغي وصف المضادات الحيوية الواسعة الطيف للطفل أو المراهق الذي يعاني من تدهور سريري بعد بدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، والذي يُنظَر في إصابته بعدوى بكتيرية أثناء التشخيص التفريقي. وفي معظم الحالات، تكون مواصلة علاج السل ومضادات الفيروسات القهقرية مأمونة. وينبغي النظر في إيقاف العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية مؤقتًا، إذا كانت متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المرتبطة بالسل مهدِّدة للحياة، أو من المحتمل أن تتسبب في إعاقة دائمة. ويمكن النظر في استخدام الأدوية غير الستيريودية المضادة للالتهاب في علاج متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المرتبطة بالسل الخفيفة إلى المتوسطة. ويمكن النظر في استخدام الكورتيكوستيرويدات في علاج متلازمة استنشاء المناعة الالتهابية المرتبطة بالسل الوخيمة (184)، ولكن لا ينبغي استخدامها إذا كان هناك احتمال للإصابة بالسل المقاوِم للأدوية. وإذا كان هناك أي شك بشأن التشخيص أو التدبير العلاجي، فينبغي إحالة الطفل إلى مستوى الرعاية التالي.

Book navigation