1.6.2.5 علاج التهاب السحايا السُّلي والسل في العظام والمفاصل

يواجه الأطفال الصغار، بعد العدوى بالمتفطِّرة السُّلِّية، خطرًا كبيرًا للإصابة بأشد أشكال السل وأكثرها فتكًا، وهو التهاب السحايا السُّلي، وذلك يؤثر تأثيرًا رئيسيًّا في الأطفال الصغار (4). ويظهر ما يصل إلى %15 من حالات الإصابة بالسل في مرحلة الطفولة في شكل التهاب السحايا السُّلي (92). ومع انخفاض معدل الإصابة بالتهاب السحايا الجُرثومي الذي يُعزَى إلى أسباب أخرى؛ فإن السل هو السبب الرئيسي للإصابة بالتهاب السحايا الجُرثومي في العديد من الأماكن (93). ويرتبط التهاب السحايا السُّلي بقدر كبير من الوَفَيَات والمراضة. وفي استعراض منهجي وتحليل تلوي نُشرا في عام 2014، قُدِّر خطر وفاة الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 0-14 عامًا من جراء التهاب السحايا السُّلي بنحو %19.3، وقُدِّر خطر ظهور مضاعفات عصبية بين الناجين بنسبة %36.7 (94). وحتى في الأطفال الذين لا يعانون من مضاعفات عصبية وخيمة، يشيع نقص الانتباه والاضطرابات السلوكية بعد التشخيص بالتهاب السحايا السُّلي، إلى جانب ارتفاع العبء المالي الواقع على كاهل الأسر والمجتمع. وتستخدم جنوب أفريقيا نظامًا علاجيًّا مكثَّفًا مدته 6 أشهر منذ عام 1985، وقد أثمر هذا النظام العلاجي حصائلَ إيجابية نسبيًّا (95، 96). ولم تُشاهد أي انتكاسات في مجموعة فرعية من المرضى خضعت للمتابعة سنتين بعد إكمال العلاج (95).

وفيما يتعلق بالمبادئ التوجيهية الموحَّدة لعام 2022، أُجريَ استعراض منهجي وتحليل تلوي لمقارنة فعالية النظام العلاجي المكثَّف القصير الأمَد المستخدم في جنوب أفريقيا مقابل النظام العلاجي الحالي الذي تُوصي به منظمة الصحة العالمية ومدته 12 شهرًا (6). ويستخدم النظام القياسي الذي يمتد 12 شهرًا، الذي يتألف من الأيزونيازيد والريفامبيسين والإثامبوتول والبيرازيناميد يوميًّا خلال الشهرين الأولين، ثم الأيزونيازيد والريفامبيسين يوميًّا مدة 10 أشهر إضافية، الجرعات نفسها المستخدمة في علاج الالتهاب الرئوي (6، 97). واستندت التوصية الخاصة باستخدام النظام العلاجي الذي يمتد 12 شهرًا إلى استعراض للمؤلفات (98)، وأُدرِجت أولًا في المشورة السريعة لعام 2010: علاج السل لدى الأطفال (97). وتتألَّف النُّظُم العلاجية المكثَّفة القصيرة الأمَد مِن الأيزونيازيد والريفامبيسين والبيرازيناميد والإثيوناميد يوميًّا مدة 6 أشهر، مع جرعات أعلى بالمليغرام لكل كيلوغرام من الأيزونيازيد والريفامبيسين، مقارنةً بالنظام العلاجي الذي يمتد 12 شهرًا (99). ويتسم الإثيوناميد باختراق جيد للحاجز الدموي الدماغي (98). واقترن النظام العلاجي المؤلَّف من الأيزونيازيد والريفامبيسين والبيرازيناميد والإثيوناميد مدة 6 أشهر بانخفاض معدلات الوفيات وارتفاع معدلات نجاح العلاج، ولكن بنسبة أعلى من المضاعفات العصبية لدى الناجين مقارنة بالنظام العلاجي القياس مدة 12 شهرًا.

وثَمَّة توصية مشروطة باستخدام النظام العلاجي المكثَّف القصير الأمد بوصفه خيارًا علاجيًّا بديلًا للنظام العلاجي القياسي الذي يمتد 12 شهرًا (انظر الإطار 5.5). ويمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل في المبادئ التوجيهية بشأن التدبير العلاجي للسل لدى الأطفال والمراهقين (3).

Box-5-5

 

 

ويلخِّص الجدول 2.5 النُّظُم العلاجية للسل خارج الرئة. 

الجدول 2.5: النُّظُم العلاجية للسل خارج الرئة

Tab-5-2

 

 

 

Book navigation