تعليقفي البلدان ذات عبء السل المرتفع، غالبًا ما تتركز قدرات التدبير العلاجي للسل لدى الأطفال والمراهقين في المستوى التخصصي أو الثانوي من مستويات الرعاية الصحية، أكثر من وجودها بصورة لا مركزية في مستوى الرعاية الصحية الأولية الذي يقصده الأطفال والمراهقون المصابون بالسل أو المعرضون له عادةً لالتماس الرعاية (5، 157). وغالبًا ما تُدَار الرعاية في مستويات الرعاية العُليا في النظام الصحي بطريقة رأسية وتفتقر إلى التكامل. وقد لا تُكتَشف إصابة الأطفال والمراهقين بالسل بسبب فوات فرص الخضوع لاستقصاء المخالطين، والوقاية من السل، واكتشاف الحالات، والحصول على الرعاية؛ وذلك نتيجة لضعف التكامل بين خدمات السل المقدَّمة للأطفال والمراهقين والبرامج والخدمات الأخرى، ولا سيما خدمات التدبير المتكامل لأمراض الطفولة، وسوء التغذية، وفيروس العوز المناعي البشري.
وقد تسفر هذه التحديات، إذا لم تُعالَج، عن تأخيرات في التشخيص والعلاج كان يمكن تلافيها، وهي ما قد يؤدي إلى تفاقم وخامة المرض والمعاناة والوفاة. وتتمثل إحدى الخطوات المهمة نحو تحسين إتاحة خدمات الوقاية من السل والتدبير العلاجي له لدى الأطفال والمراهقين في توفير نمط لا مركزي من الرعاية المتكاملة التي تُركِّز على الأسرة (5).
وتُعد الرعاية والوقاية المتكاملتان اللتان تركِّزان على المرضى ركيزةً أساسية في استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل، وتهدفان إلى ضمان حصول جميع المصابين بالسل على خدمات عالية الجودة وميسورة التكلفة، وفقًا لاحتياجاتهم وتفضيلاتهم (7). وتترسخ هذه الفكرة أكثر في خريطة طريق منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل لدى الأطفال والمراهقين لعام 2018 (5)، التي تدعو إلى تنفيذ استراتيجيات متكاملة تُركِّز على الأسرة والمجتمع (الإطار 1.6).
ويركِّز هذا الفصل على نماذج الرعاية التي تسعى إلى زيادة فرص الوصول إلى خدمات رعاية المصابين بالسل من الأطفال والمراهقين. ويعرض الإطار 2.6 توصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بنماذج الرعاية التي تتيح خدمات التدبير العلاجي للسل لدى الأطفال والمراهقين. وتهدف هذه الأساليب إلى تقريب خدمات السل من الأماكن التي يعيش فيها الأطفال والمراهقون والأُسَر. ونظرًا لحداثة التوصيات، لا تزال البيِّنات على أفضل الطرق لتنفيذها آخذة في الظهور، ومن ثَمَّ، ينبغي للبرامج الوطنية أن تُوثِّق ما لديها من أمثلة على أفضل الممارسات في هذا المجال.
ويناقش هذا الفصل أيضًا إشراك القطاع الخاص، ونماذج التنمية المستدامة، ونماذج تقديم الخدمات المتمايزة، وتدابير التخفيف في سياق حالات الطوارئ الصحية، مثل جائحة كوفيد19-. ويرد تعريفَا اللامركزية والرعاية المتكاملة التي تُركِّز على الأسرة في قائمة التعريفات.
