تعليقتقدم تقنيات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب، المستخدمة في القراءة الآلية لتصوير الصدر بالأشعة السينية من أجل اكتشاف السل، حلًّا واعدًا للبلدان التي ترزح تحت عبء السل المرتفع، إلا أن اختيار المُنتَج المناسب من منتجات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب في مكان معين قد يكون أمرًا معقدًا. وينبغي لبرامج مكافحة السل والجهات المنفِّذة، عند اختيار مُنتَج من منتجات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب، أن تنظر في جوانب متعددة للتقنية وفي تفاعلها مع البنية التحتية القائمة، بما في ذلك:
- الموافقة التنظيمية الوطنية والدولية على المنتجات؛
- دقة المُنتَج في اكتشاف الشذوذات التي تتوافق مع السل؛
- متطلبات تشغيل برنامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب، بما في ذلك:
- البرامج الحاسوبية والأجهزة المطلوبة. يمكن تشغيل معظم منتجات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب على أي منصة رقمية للتصوير الإشعاعي، ولكن ليس جميعها. وينبغي النظر في خيارات الدمج مع النظم القائمة والقديمة.
- يلزم توافر إمكانية الاتصال بالإنترنت لتشغيل البرنامج. وعلى الرغم من أن النشر عبر الإنترنت هو أكثر طرق التنفيذ شيوعًا، فإن الحصول على اتصال مستقر بالإنترنت قد يكون أمرًا صعبًا. وتتطلب برامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب “السحابية” وجود اتصال مستقر بالإنترنت لكي تعمل جيدًا، ويقدِّم معظم مطوِّري برامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب حلولًا غير معتمِدة على الاتصال بالإنترنت، على الرغم من اختلاف تكلفتها.
- تكلفة تشغيل برنامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب. تختلف مخططات الأسعار الخاصة ببرامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب اختلافًا كبيرًا حسب مجموعة من العوامل، مثل التكاليف المجمَّعة (أي ما إذا كان سيجري شراء الأجهزة مع البرنامج الحاسوبي)، وتكاليف التركيب والتجهيز وتكاليف القراءة. ويمكن تسعير كل قراءة آلية لكل صورة صدر بالأشعة السينية (عادة حسب الحجم)، أو يُحدَّد سعر ثابت للاستخدام غير المحدود لمدة زمنية معينة. وينبغي أيضًا النظر في تكاليف الصيانة.
- أمن البيانات وسريتها. تُستخدَم الخوادم السحابية التجارية أساسًا للنشر عبر الإنترنت. غير أن البلدان تشعر بقلق متزايد إزاء عامل السرية، وتطلب إنشاء خوادم داخل حدودها. ويمكن إنشاء خوادم حاسوبية محلية أو داخل حدود البلد، وإن كان ذلك بتكلفة إضافية. وعندما تُحلَّل صور الصدر بالأشعة السينية عبر الخوادم السحابية التجارية، يجب أن تكون الصور مجهولة الهوية قبل تحميلها. ويحتوي معظم حلول الاكتشاف بمساعدة الحاسوب على أداة لحجب الهوية.
وتتغير سوق منتجات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب الخاصة باكتشاف السل وتتوسع باستمرار، مع ظهور نُسخ جديدة من المنتجات ودخول شركات جديدة كل يوم تقريبًا. وقد اشتركت مؤسسة وسائل التشخيص الجديدة المبتكرة وشراكة دحر السل في إنشاء مستودع إلكتروني للبيانات الخاصة بمنتجات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب المتوفرة حاليًّا في السوق، وخصائصها الرئيسية على النحو المبين آنفًا، استنادًا إلى نتائج مسوحات تُجرى على المطورين، ويمكن الاطلاع على المستودع الإلكتروني عبر الرابط التالي:
https://www.ai4hlth.org/. والهدف من قاعدة البيانات الحية المتاحة للجمهور والمحدَّثة بانتظام هو تمكين الجهات المنفِّذة من مواكبة مشهد الذكاء الاصطناعي السريع التغير.
ويتطلب الإدماجُ الفعال لمنتجات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب في التحري الروتيني للسل أو فرز المصابين به تحديدَ عتبة مناسبة للاكتشاف بمساعدة الحاسوب، تُستخدَم في بيان نتائج التحري الإيجابية وبدء الإحالة إلى التقييم التشخيصي الإضافي للسل. وبما أن قيم العتبة الخاصة بمنتجات الاكتشاف بمساعدة الحاسوب ليست ثابتة أو متسقة بين البرامج أو حتى إصدارات البرنامج نفسه، يجب على المستخدم تحديد الشذوذ أو درجة العتبة الأكثر ملاءمة للسياق وحالة الاستخدام لديه، التي يمكن بعدها إجراء اختبار تشخيصي تأكيدي. ويتطلب تحديد العتبة المثالية لكل استخدام لبرامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب اتخاذ قرارات بشأن أهداف التحري وتكاليفه المقبولة. وكما هو الحال مع أدوات التحري الأخرى، هناك موازنة متأصلة في اختيار درجة العتبة، فالدرجات الأقل ستزيد حساسية الأداة إلى أقصى حد لاكتشاف مرضى السل الحقيقيين في الفئة السكانية الخاضعة للتحري، ولكنها ستسفر عن تكاليف إضافية للاختبارات التشخيصية بسبب انخفاض الخصوصية. أما الدرجات العليا فسوف تقلل حجم الاختبارات التشخيصية، ومن ثَم، تخفِّض تكاليفها، ومن المحتمل أن ينصب تركيز اكتشاف الحالات على الحالات الأشد، ولكن انخفاض الحساسية سيؤدي إلى وجود حالات غير مُشخَّصة (الشكل 1.4).
الشكل 1.4 الحساسية مقابل الخصوصية عبر نطاق عتبة الاكتشاف بمساعدة الحاسوب
ويمكن إدماج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب في تحري السل أو فرز المصابين به عندما لا يتوفر التفسير البشري، أو يمكن استخدامه مع القرَّاء المدربين لتخفيف عبء العمل.
- ويمكن استخدام الاكتشاف بمساعدة الحاسوب في التحري المبدئي، مع إحالة أي نتيجة شاذة إلى قارئ بشري للقراءة النهائية.
- ويمكن استخدام الاكتشاف بمساعدة الحاسوب في التحري المبدئي، مع التحقق من جزء من جميع النتائج عن طريق قارئ بشري (مثلًا، جميع النتائج الشاذة و%10 من نتائج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب الطبيعية).
- ويمكن أن يحل برنامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب محل القارئ البشري تمامًا، مع إحالة جميع النتائج الشاذة للتقييم التشخيصي.
- ويمكن لبرنامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب والقراءة البشرية أن يعملا بالتوازي، مع إحالة أي قراءة شاذة من أي منهما إلى التقييم التشخيصي.
ومن المرجح أن يعتمد أداء برنامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب فيما يتعلق بحساسية درجة عتبة معينة وخصوصيتها على الخصائص الوبائية للسل والفئات الفرعية، مثل المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري وكبار السن. وتختلف درجات العتبة أيضًا اختلافًا كبيرًا حسب مُنتَج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب المستخدم، وحتى بين إصدارات البرنامج الحاسوبي نفسه. ولذلك، فإن تحديد درجات العتبة المناسبة بناءً على الواقع المحلي يُعد جزءًا لا يتجزأ من عملية تطوير برنامج الاكتشاف بمساعدة الحاسوب واستخدامه، ويتطلب أن تراعي برامج مكافحة السل الهدف العام من استخدام تقنية الاكتشاف بمساعدة الحاسوب في خوارزميات تحري السل وتشخيصه.