Book traversal links for 5.4.2. Post-TB meningitis in children and adolescents
يُعَدُّ التهاب السحايا السُّلي أكثر أشكال السل التي تصيب الأطفال بالضعف والوَهْن، ويقترن بمعدلات مرتفعة من المضاعفات العصبية برغم الشفاء منه، ويترك تأثيرًا بالغًا على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 أعوام أكثر من غيرهم (4، 134). وقد بلغت نسبة الخطر المُجمَّع للمضاعفات العصبية في الأطفال نحو %50 في استعراض منهجي للحصائل العلاجية، مع وجود المرض في مرحلة سريرية أكثر تقدمًا عند التشخيص (المراحل 2أ/ب و3) مصحوبة بحصائل أسوأ في نهاية العلاج (94). ولم يتسنَّ التوثيق الجيد للحصائل العلاجية للأطفال الناجين من التهاب السحايا السُّلي الذين ينتقلون إلى مرحلة البلوغ. ولا تتوافر معلومات عن الاعتلال العصبي الإدراكي والوظيفي والسلوكي الطويل الأمَد. وقد أُعِدت أدوات عديدة للتقييم الموحَّد للحصائل والاعتلالات العصبية النمائية، والعصبية الإدراكية، والوظيفية، والسلوكية العصبية، المرتبطة بالتهاب السحايا السُّلي، استنادًا إلى العمر والمجالات التي خضعت للاختبار، ونوع الاختبار (قائم على الأداء، أو ذاتي التقييم أو تقييم من جانب الشخص القائم على الرعاية).
ويقدِّم الملحق 7 نظرة عامة على خيارات الاختبارات العصبية الإدراكية والوظيفية في نهاية العلاج وما بعده، بما في ذلك خلال المراحل الدراسية، متى سمحت الموارد بذلك (137). ولا يُوصَى بالتصوير العصبي عادةً نظرًا لضعف الارتباط بين نتائج التصوير في نهاية العلاج وحصائل النماء (138).
ويعاني ما يقرب من %80 من الأطفال المصابين بالتهاب السحايا السُّلي في المرحلة 2 أو 3 من مَوَه (استسقاء) الرأس، ويعاني %20 من هؤلاء من مَوَه غير مُسْتَطرِق يستدعي إجراء تَحْويلَة بُطَينِيَّة صِفاقِيَّة، التي يتعيَّن مراجعتها كل 6 أشهر لاكتشاف أيِّ خلل محتمل في التحويلة. وينبغي إشراك اختصاصي العلاج الطبيعي أو المعالِجين المِهنيين لتقييم توتُّر العضلات والتدبير العلاجي له، وتقييم الحاجة إلى ترتيبات النقل (مثل استخدام كرسي متحرك).
وينبغي أن يتولَّى فريق متعدِّد التخصُّصات تقييمَ الأطفال الذين يعانون من مضاعفات وخيمة مُسبِّبة للإعاقة؛ للتعرف على متطلبات الرعاية السريرية العامة في مرحلة ما بعد التهاب السحايا السُّلي، بما في ذلك التدبير العلاجي للألم. وينبغي أيضًا إجراء تقييم في نهاية العلاج لتحديد خيارات التغذية، مثل فغر المعدة عن طريق الجلد مع تثنية المعدة أو بدونها، لتخفيف الارتجاع المَعِدي المريئي.
ويُصَاب ما يقرب من %15 من الناجين من التهاب السحايا السُّلي بالعمى الكلي أو الجزئي (139). وتتمثل الأسباب الرئيسية في الارتفاع المزمن في الضغط داخل القِحف (مَوَه الرأس أو التورُّم السُّلي)، والإصابة المباشرة في التَّصالُبَة البصرية أو الأعصاب البصرية، والتهاب الأوعية المرتبط بالاحتشاء القَذَالي. ويُوصَى بإجراء تقييم منتظم للإبصار (حدة الإبصار والمجالات البصرية) وتعزيز صحة العين.
وقد تبيَّنت إصابة %20 من الأطفال بقصور النخامية الناجم عن الإصابات التي تؤثر في منطقة ما تحت المِهاد أو السُّوَيقة النُّخَامِيَّة، غالبًا بعد سنوات من الشفاء من التهاب السحايا السُّلي (140). ومن المفيد الاكتشاف المبكر لقصور النمو والبلوغ السابق لأوانه والسِّمنة.
ويلخِّص الجدول 15.5 التقييم السريري في نهاية العلاج في الأطفال المصابين بالتهاب السحايا السُّلي.
الجدول 15.5: التقييم السريري في نهاية العلاج في الأطفال المصابين بالتهاب السحايا السُّلي